بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه .
يؤمن المسلم بأن القرآن الكريم كتاب الله أنزله على خير خلقه ، وأفضل أنبيائه ورسله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ما أنزل غيره من الكتب على من سبق من الرسل .وأنه نسخ بأحكامه سائر الأحكام في الكتب السماوية السابقة كما ختم برسالة صاحبه كل رسالة سالفة.
وأنه الكتاب الشامل لأعظم تشريع رباني ، تكفل منزله لمن أخذ به أن سيسعد في الحياتين ، وتوعد من أعرض عنه فلم يأخذ به بالشقاوة في الدارين ، لقوله تعالى : (.. فمن اتبع هداي فلا يضل.. ) .وأنه الكتاب الوحيد الذي ضمن الله سلامته من النقص والزيادة ، ومن التبديل والتغيير، وبقاءه حتى يرفعه اليه عند آخر أجل هذه الحياة .وذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية :
1- الأدلة النقلية :
1- إخباره تعالى بذلك في قوله : (.. تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا..) سورة الفرقان الآية1 .
وفي قوله عز وجل : (.. نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ، وإن كنت من قبله لمن الغافلين..) .سورة يوسف الآية 3 .
وفي قوله عز وجل : (.. إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ..) . سورة النساء الآية 105 .
وفي قوله تعالى Sad.. يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ، ويعفو عن كثير . قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من
اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ..) سورة المائدة الآية 15 .
وفي قوله عز وجل Sad.. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيامة أعمى ..) سورة طه الآية 123 .
وفي قوله عز وجل Sad.. كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ..) سورة فصلت الآية 42 .
وفي قوله سبحانه وتعالى : (..إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ..) سورة الحجر الآية 9 .
2- إخبار رسوله المنزل عليه صلى الله عليه وسلم في قوله : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " ، وفي قوله :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه ". أخرجه أبوداود
والترمذي وابن ماجه وهو حسن .
وقوله صلى الله عليه وسلم :" لا حسد إلا اثنتين : رجل اتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " . رواه البخاري .
وقوله صلى الله عليه وسلم :" ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ." رواه مسلم . وفي قوله : " لو كان موسى أو عيسى حيا لم يسعه إلا اتباعي " . رواه أبو يعلى بلفظ آخر .
3- إيمان البلايين من المسلمين بأن القرآن كتاب الله عز وجل ووحيه أوحاه إلى رسوله الكريم ، واعتقادهم الجازم بذلك مع تلاوتهم وحفظ أكثرهم له وعملهم بما فيه من شرائع وأحكام .
الأدلة العقلية :
1- اشتمال القرآن الكريم على العلوم المختلفة الآتية مع أن صاحبه المنزل عليه أمي لم يقرأ ولم يكتب قط ، ولم يسبق له أن دخل كتابا ولا مدرسة البتة :
أ- العلوم الكونية .
ب - العلوم التاريخية .
ج- العلوم التشريعية والقانونية .
د- العلوم الحربية والسياسية .
فاشتماله على هذه العلوم المختلفة دليل قوي على أنه كلام الله تعالى ووحي منه ، إذ العقل يحيل صدور هذه العلوم عن أمي لم يقرأ ولم يكتب قط .
2- تحدى الله منزله الانس والجن الاتيان بمثله بقوله تعالى : (.. قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا..) سورة الاسراء الآية 88.
كما تحدى فصحاء العرب وبلغاءهم على الاتيان بعشر سور من مثله ، بل بسورة واحدة فعجزوا ولم يستطيعوا .
فكان هذا أكبر دليل وأقوى برهان على أنه كلام الله وليس من كلام البشر في شيء .
3- اشتماله على أخبار الغيب العديدة ، والتي ظهر بعضها طبق ما أخبر بلا زيادة ولا نقصان . من ذلك إخباره بأن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين ، وكانت يومئذ مغلوبة للفرس مهزومة أمامها ، ولم تمض بضع سنين حتى غلبت الروم فارس . قال تعالى : (.. ألم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ..) .
4- ما دام قد أنزل الله عز وجل كتبا أخرى على غير محمد صلى الله عليه وسلم كالتوراة على موسى ، والانجيل على عيسى عليهما السلام ، لم ينكر أن يكون القرآن قد أنزله الله تعالى ، كما أنزل الكتب السابقة له ؟ وهل العقل يحيل نزول القرآن أو يمنعه ؟ لا ..، بل العقل يحتم نزوله ويوجبه .
5- فقد تتبعت تنبؤاته فكانت وفق ما تنبأ به تماما ، كما قد تتبعت أخباره فكانت طبق ما قصه وأخبر به سواء بسواء ، كما جربت أحكامه وشرائعه وقوانينه فحققت كل ما أريد منها من أمن وعزة وكرامة وعلم وعرفان ، يشهد بذلك تاريخ دولة الراشدين رضوان الله عليهم .
واي دليل يطلب بعد هذا على كون القران كلام الله ووحيه أنزله على خير خلقه وخاتم انبيائه ورسله .
منقول للفائدة