القرآن هو كتاب الله أنزِله على نبي الإسلام. ولهذا، يعتبر المسلمون أنّ تلاوة القرآن والاستماع له والعمل به كلها عبادات يتقرب بها المسلم إلى الله وتزكو بها روحه. ويعتقد كثير منهم أنه أساس حضارتهم وثقافتهم، وبه بدأت نهضتهم في كل مجالات الحياة، سياسيًا واجتماعيًا ولغويًا.
أخرج الدارمي عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول: « ستكون فتن. قلت: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا". هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم».
ولم يكن لفظ المصحفِ بِمعنى الكتابِ الذي يجمع بين دفتيه القرآن، إنما أطلق هذا الاسم على القرآن بعد أن جمعه أبو بكر الصديق فأصبح اسمًا له. [1]
والقرآن يناقش مواضيع متعددة تشمل حياة الإنسان في الدنيا والآخرة: فالدنيا والدين في الإسلام مرتبطان؛ والقرآن يؤسس عقيدة المسلم ويدعو الناس لعبادة الله وحده وطاعته والخضوع له والتفكر في خلقه. ويناقش حقوق الإنسان وواجباته تجاه ربه ونفسه ومجتمعه ودينه والكون كله. وقد بين القرآن أن البشر كلهم سواسية لا فرق بينهم مهما اختلفت لغاتهم وطبقاتهم إلا بتقواهم لله، فهذا هو المقياس الذي يتفاضل به الناس عند الله. وحدد القرآن النظام الاجتماعي للمسلمين، وكذلك آداب المسلم وأخلاقه واستخلص المواعظ والعبر من تاريخ السابقين؛ وحذر من عذاب النار يوم الدين، وغير ذلك من المواضيع والمحاور.
والقرآن نص مكتوب مقسم إلى 114 فصلًا، وكل فصل منها يسمى سورة، وكل سورة مقسمة إلى عدد من الجمل أو الأقوال التي تسمى آيات. وتفتتح كل سور القرآن ب "بسم الله الرحْمن الرحيم"، عدا سورة التوبة، فإنها نزلت بدون بسملة.
بيان القرآن
قال الله في القرآن ﴿ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء﴾ (النحل:89)، ﴿هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين﴾ (آل عمران:138)، ﴿فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾ (القيامة:18و19)، ﴿يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا﴾ (النساء:174)و ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان﴾ (البقرة:185).
وعليه، يشرح القرآن ثلاث قضايا رئيسية بأسلوب حواري وبحجج يعتبرها المسلمون دامغة بَيِّنٍة. هناك حديث ورد في قسم القرآن الذي فيه ( فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ....) المروي عن علي رضي الله عنه : هذا الحديث غير صحيح من حيث السند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث فيه أبو المختار سعد الطائي وابن أخي الحارث الاعور مجهولان عند أهل العلم وفيه الحارث الأعور من رواته وهو ضعيف وبعض العلماء يتهمه بالكذب . فلذلك الحديث ضعيف جدا لا يجوز الإحتجاج به ولا روايته وهناك أحاديث صحيحة تبين عظمة القرآن ويكفي القرآن ذاته لتبيين عظمة نفسه والله أعلم .
العقيدة
فيها يشرح الله في القرآن أنه خالق كل شيء وأنه على كل شيء قدير، وذو صفات حسنى، وأنه خلق الإنسان فسيميته ثم يُحييه يوم القيامة ليحاسبه على أعماله. ولهذا يحث القرآن ويؤكد على أركان الأيمان الستة:
1. الإيمان بالله وهو يستلزم طاعته ومَحبته وعبادته. وعدم الشرك بالله وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الرب.
2. الإيمان بالملائكة وبأنهم عباد الله المقربون، الذين لا يعصون له أمرا ويفعلون ما يأمرهم به.
3. الإيمان بالكتب السماوية من عند الله.
4. الإيمان بكل الأنبياء والرسل المبعوثين من الله للبشر فمنهم إبراهيم أبو الأنبياء وإمام أهل التوحيد، عيسى الذي يعتبر في الإسلام عبد الله ورسوله وكلمته الملقاة إلى مريم العذراء ويؤمن المسلمون أن الله جعله مبشرا بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد كما ورد في إنجيل برنابا لكن المسيحيين يخالفون. وهذا هو محمد بن عبد الله الذي يؤمن المسلمون أنه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وأن رسالته تنسخ الشرائع السابقة.
5. الإيمان باليوم الآخر المبعوث فيه البشر من القبور للحساب على ما قدموا، فيدخل المؤمنين جنة ويصلى الكفار نارا.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره.