السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة غالية من سماحة الوالد : عبد العزيز بن باز _ رحمه الله _ إلى أبنائه من الشباب :
ومما يتعين على الشباب : أن يجدوا في طلب العلم ، والعناية بالقرآن الكريم ، حتى يعرف الشاب أحكام الله ، وحتى يسير على بصيرة من الله في حال شبابه وبعد كبر سنه ، بخلاف ما إذا كبر في السن ، فإن المشاغل تكثر ، والفهم يضعف ، أما حال الشباب فهي أقوى على فهم النصوص ، وأقرب إلى حفظها ، وأقرب إلى العمل بها ، وأقوى على ذلك ، فلهذا ينبغي للشاب أن يحفظ وقته ، وأن يصون شبابه ، حتى لا يقع فيما حرم الله عليه ، وحتى لا يتكاسل ولا يضعف عما أوجب الله عليه .
أيها الشباب : أيها الإخوة في الله ! أيها الأبناء ! إن الواجب عظيم ، فعليكم بالجد والتشمير في طاعة الله ، وفي طلب العلم ، والتفقه في الدين ، وحفظ الأوقات عما لا ينبغي ،
فالوقت في الحقيقة أعز وأغلى من الذهب ، فينبغي أن يُصان عما لا ينبغي . ينبغي أن يصان عن المحارم ، وعن الرذائل ، وعن كل ما يشين المؤمن ، وينبغي أن يُحفظ فيما ينفع ، وفيما يعين على طاعة الله ، وفيما يقوي على الجهاد في سبيل الله ، وفيما ينفع الأمة في دينها ودنياها .
هكذا ينبغي للشاب أن يكون وقته محفوظًا في طاعة الله ، وفي التعلم والتفقه في الدين ، وفي تعلم الأشياء الأخرى التي تنفع الأمة ، وتعينها وتغنيها عن الحاجة إلى الغير ، فالأمة في حاجة إلى التفقه في الدين ، وإلى ما يبصرها فيما شرع الله لها ، وفيما أوجب الله عليها ،
كما أنها في حاجة إلى شباب يتعلموا كل ما تحتاجه الأمة في جميع شؤونها الدفاعية ، وشؤونها التي تحتاج إليها في حياتها . فينبغي للشاب أن يكون ذا عناية وذا حفظ للوقت ، يشغله بما ينفع في العلم النافع والعمل الصالح ، وفي العلوم الدنيوية النافعة التي يُستعان بها على الإعداد للأعداء ، وعلى حفظ البلاد ، وعلى نصر دين الله ، والجهاد في سبيله ، وعلى الغنى عما عند أعداء الله ، حتى لا نحتاج إليهم .
ومعلوم أن الشباب قوته على العمل ، وصبره على العمل ، وقوة حفظه وفهمه أكثر بكثير مما إذا ارتفعت السن ، وخطه الشيب ، وجاءه الضعف ، فإن الحال غير الحال ، فينبغي له أن يحفظ هذا الوقت العظيم ،
وهذه الفرصة العظيمة حتى لا تصرف إلا فيما ينفع في الدين والدنيا ، وفيما ينفعه لنفسه ، وفيما ينفع الأمة الإسلامية ، حتى ينفعها في دينها ودنياها ، وحتى يساعد في بناء نهضتها الإسلامية النافعة المفيدة ، وحتى يساعدها - أيضًا - في حمايتها من كيد أعدائها ، وفي إعداد القوة النافعة المفيدة التي تعينها في جهاد الأعداء ، وفي حماية البلاد وحفظها عن مكائد أعداء الله .
أعاننا الله وإياكم على طاعته
دمتم في رعاية الله