التعليم واكتساب السلوك في العمل

التعليم واكتساب السلوك في العمل

تظهر أهمية التعليم في كونها أساسا يلجاء إليه المدير ليؤثر في سلوك مرؤوسيه من خلال تدريبهم وتعليمه فتغير سلوكهم بما يتناسب وطبيعة العمل , وسنتناول هنا مواضيع هي :
* طبيعة التعليم
*كيف يمكن اكتساب سلوك جديد
*كيف يمكن الإبقاء على سلوك معين وإضعاف آخر
*كيف يمكن نقل السلوك المتعلم إلى حيز الواقع
*تطبيق مبادئ التعليم في الإدارة

أولا :
طبيعة التعليم
يتناول موضوع التعليم اكتساب الناس للخبرات إلا أن ما يعنينا من تلك الخبرات المكتسبة هو ذلك الجزء الذي يظهر بصورة دائمة متكررة , ولا يمكن أن يتكرر هذا السلوك على صيغة الدوام ما لم يكن هذا السلوك مناسبا وموافقا للفرد ومتناسبا مع الظروف المحيطة بهذا السلوك , معززا ومدعما بخبرة أو ممارسة سابقة .
وكي تتضح طبيعة التعليم وأهميته فإننا نود أن نسرد النقاط التالية قبل أن نصل إلى تعريف محدد لطبيعة التعليم
** إن تعليم سلوك لابد و أن يتصف بالدوام النسبي , وإلا يتصف بالعشوائية والتغير المستمر ووجود هذه الصفة الأخيرة من التغير والعشوائية ينفي وجود أساس واضح للتعلم
** يسهل تراكم رصيد من الخبرة والتكرار , حينما يكون هذا التراكم والتكرار مصاحبا بتدعيم وتعزيز , أي ملازما للحصول على خبرة سارة ومرضية و إشباع للفرد , وإلا فانه يكون محكوما على السلوك بالانقضاء , أو الانطفاء , لان السلوك غير المشبع لحاجيات الفرد والغير معزز بتدعيم قد يصعب على الفرد أن يكرره
وبناء على ما سبق وللتبسيط فإننا نسوق تعريف التعليم كالآني : (( التعليم هو ذلك التغير الدائم نسبيا في السلوك الفردي والناتج عن تدعيم الخبرات والممارسات السابقة )) وبناءا على هذا التعريف فان هناك أنماط لا تدخل في نطاق التعليم , مثل السلوك الانعكاسي , كتحريك اليد لو تم شكها بدبوس مثلا فهذا عمل تلقائي طبيعي سلوك ذاتي مكتسب , أو التغيرات السلوكية المؤقتة مثل عدم القدرة على العمل كنتيجة للإجهاد أو ظروف نفسية سيئة , كما لا يدخل في نطاق التعليم ما يحدث من تغيير سلوكي نتيجة لنضج أو تدهور جسماني .
على انه يجب ملاحظة إن التعلم قد يتم لسلوك حسن أو سلوك سيء على حد السواء .

** منحنى التعليم
يشير منحنى التعليم إلى التغير في تكوين وتشكيل العادات والسلوك عبر الزمن , وذلك من خلال الممارسة والخبرة والمحاولات المتكررة , وبمعنى آخر انه عبر المحاولات المتكررة للتعليم يتشكل ويتغير سلوك الفرد , إلا انه لوحظ أن اتجاه وشدة وجود السلوك المتعلم تختلف مع زيادة المحاولات المتكررة للتعلم
ولشرحها نستخدم الشكل التالي مع الشرح بالنقاط الأساسية

شكل




* ميل التعلم للارتفاع
يشرح هذا الجزء من المنحنى درجة النمو في اكتساب السلوك, أو ما يطلق عليه بالاكتساب

*توقف التعلم وتسطيحه
وقد تأتي فترة يكون هناك تكرار لمحاولات التعلم , إلا انه ليس هناك أي زيادة في اكتساب السلوك . بمعنى آخر أن عملية التعلم تتوقف برغم من زيادة المحاولات في التعلم ومن أسباب تسطح المنحنى وتوقف التعلم في اكتساب سلوك معين إصابة الفرد بالتعب والإرهاق , والملل أو عدم القدرة على هضم واستيعاب المعلومات المكتسبة الجديدة وكيفية توظيفها في تفعيل السلوك المتعلم .

*انطفاء وإضعاف التعلم
هنا تلقائيا يتوقف الفرد عن الإنتاج بل ويحدث انهيار وتقلص فالمردود مما يعبر عنه القول انطفاء العطاء أو ضعفه , مما يقلل من فرص ظهور السلوك المراد تعليمه فالمستقبل وفشل العملية التعليمية . وسأقوم في وقت لاحق بشرح وإعطاء اهتمام اكبر بهذه المشكلة وكيفية حلها وتداركها )

*الاستعادة التلقائية
تلقائيا بعد ملاحظ أي انطفاء أو تدهور فالمرحلة التعليمية يلجاء الإداري إلى إعطاء فرصة وراحة للمتعلم حتى يتم لملمه الوراق من جديد وإعادة التفكير وبالتالي يحدث ما يسمى بالاستعادة التلقائية , حيث يرتاح المتعلم ويهضم ويستوعب ما تم تعلمه وفهم فرضيات التطبيق والتفعيل للسلوك المكتسب , وبعد الراحة والعودة ترتفع الروح المعنوية فتعين على تنفيذ ما تم تعلمه وتفعليه وإظهار نجاحات مدهشة فالعملية التعليمية .

*الحد الأقصى للتعلم
هو عبارة عن الفرق بين السلوك المتعلم عند بداية التعليم عنها عند انتهاء فترات التعليم والتكرار والمحاولة والحد الأقصى للتعلم يعطينا معلومة أساسية عن ما هو مقدار التعلم الذي اكتسبه الفرد .