لابد أن الحديث عن تاريخ كلميمة حديث ذو شجون لأن الباحث في ماضي المدينة سيفاجأ بالقيمة الاعتبارية التي فقدتها المنطقة ككل بتجاهلنا لماضيها التليد وانشغالنا بالبكاء على حالها وحال أطلالها بعيدا عن صوت العقل الذي يحثنا على الوقوف وقفة تأمل تدفع بنا وبمدينتنا للأمام.
وبعيدا عن كل المزايدات السياسية التي يحاول الكثيرون شغل كلميمة وأبناءها عن اللحاق بركب التطور والتقدم وبعيدا عن التسلسل التاريخي تحضرني بعض المعلومات التي لا أظن الكثيرين من أبناء المدينة يعرفونها عن مدينتهم.
بداية تاريخ تكون ما يسمى بواحة غريس والتي ترجع، حسب أحد السوسيولوجيين الذي ينحدر من المدينة ذاتها، إلى ما قبل التاريخ اعتمادا على حفريات أدت إلى اكتشاف مقبرة تعود إلى ما قبل التاريخ لكن حسابات شخصية بين السوسيولوجي ومكتشف المقبرة أدت إلى دفن المعلومة وعدم إيصالها للعموم.
ثم ما يمكننا من إثبات الحضور الإسلامي بالمنطقة حتى قبل قيام الدولة الإدريسية بالمغرب من خلال مأذنة بقصر موي التابع ترابيا لكلميمة والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى ما يقرب من ثلاثة عشر قرنا أي بما يقارب القرن قبل تأسيس مدينة فاس.
أما بالرجوع إلى التاريخ القريب إلينا زمنيا فالمغرب وقع على وثيقة الحماية سنة 1912 وعرفت معظم مناطق المغرب الاحتلال منذ ذلك الحين إلا أن كلميمة وأسودها أخروا الاحتلال إلى الثلاثينيات من القرن الماضي فكانت المدينة بمقاومتها للمستعمر من المناطق القليلة التي أخرت الاحتلال لكن التاريخ الرسمي يغفل هذا وأسباب ذلك ليست موضوع نقاشنا الآن.
وسؤالي لكل الكلميميين:
علما أني لم أذكر إلا الفتات مما يمكن أن يقال عن كلميمة ألا تستحق أن نفخر بها وبماضيها ورجالها؟؟؟
ألا يجدر بنا التفكير لرد الاعتبار لها بدل البكاء على حالها؟؟؟
إخوتي:
والله إنه خير لنا أن نشعل شمعة من أن نظل نلعن الظلام كما قال المثل وعن كلميمة ليس قليلا ما يمكن قوله وكتابته فهل من قراء راغبين في التغيير فلن تجف أقلامنا ولن تتوقف عن الكتابة وإلا فحسبنا الله ونعم الوكيل.