بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
أولا تحية معطرة بعبق الأزهار لكل أعضاء منتدانا الحبيب
اليوم سأضع أول موضوع لي عن أزواج سيدنا محمد صلى عليه وسلم الطاهرات
ألا وهي السيدة مارية القبطية رضي الله عنها
أولا نسبها:
إن مارية القبطية تنتسب إلى أب هو (شمعون) الذي كان من أحسن الأقباط في مصر والى أم يعود أصولها إلى رومانيا .
ثانيا كيف أسلمت:
بعد أن فتح المسلمين خبير بتأييد من الله تعالى عز وجل لعباده الصالحين أرسل الرسول صلى الله عليه وسم سرايا ليطهر المناطق الشمالية من البلاد من عبادة الأصنام وفي نفس الوقت قامت سرايا رسول الله صلى عليه وسلم بواجب التبليغ.
فبعث النبي عليه الصلاة والسلام كتبا مع ستة صحابة كان منها كتاب إلى (المقوقس )عظيم الأقباط في مصر يدعوه إلى الإسلام.
لكن المقوقس اعتذر بلطف وأرسل له كتابا يتلطف فيه الرد كما أرسل له جاريتين لهما مكان عظيم عند القبط وهما مارية وسيرين أختها فخرجت الأختان من مدينة الإسكندرية في مصر في حراسة (حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه) وكانت قلقة لأنها لم تدري ما يخبئ المستقبل لها فأحس حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه بقلقها فاستطاع بحسن خلقة و لباقته أن يدعوها إلى الإسلام.
فأمنت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وبالإسلام دينا كما آمنت أختها سيرين .
فدخلت مارية القبطية إلى المدينة مؤمنة مسلمة آمنت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تراه و صدقت رسالته قبل أن تسمعها.
ثالثا ومن صفات السيدة مارية:
1- نقية طهورة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومخلصة له
2- صابرة راضية ومستسلمة لأمر الله تعالى
3- الحياء والسكينة
رابعا بعد وصولها المدينة:
بعد أن وصلت مارية و سيرين إلى المدينة رحب بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتزوج مارية ورعاها كما رعَ باقي زوجاته.
وفي أوائل العام الثامن للهجرة بدأ يظهر على ماريا عوارض الحمل فازداد إقبال النبي صلى الله عليه وسلم إليها .
وفي نهاية العام وضعت له ولدا اسمه( إبراهيم) فعمت في نفس النبي عليه الصلاة والسلام غبطة الفرح والسرور.
وأعطى لمن كان يبشره بمولد إبراهيم هدية وكلف (أم بردة بنت المنذر) بإرضاعه .
واستمرت فرحة النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهرا لكن هذه الآمال لم تطل إذ مرض إبراهيم مرض شديدا فقامت مارية وأختها على رعايته ولكن المرض كان قد اشتد به فوصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم يحتضر فحزن حزنا شديدا فأتى إلى بيت مارية واخذ الطفل من حجر أمه التي تذرف الدموع بلطف وضمه إلى صدره وقال : إنا يا إبراهيم لا نغني عنك من الله شيئا . ثم تساقطت دموعه صلى الله عليه وسلم وقال : يا إبراهيم لولا انه أمر حق ووعد صدق وان آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك اشد من هذا.
وبعد ذلك مسح دموعه وهو يقول:العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
وبعد وفاة إبراهيم صلى عليه النبي ودفنه ووقف على لحده قائلا: قل الله ربي,ورسول الله, أبي و الإسلام ديني.
وبعد ذلك عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت مارية مواسيا ومعزيا وقد سلمت مارية أمرها إلى الله تعالى فكان وفاة ابنها امتحان لصدقها وإنها من المؤمنات الصابرات .
وفاتها رضي الله عنها:
في العام السادس عشر هجريا مرضت السيدة مارية واشتد عليها المرض ثم أسلمت الروح.
فحزن المسلمون لوفاتها حزنا شديدا وشهد أمير المؤمنين في ذك الوقت (عمر بن الخطاب) جنازتها وحشد كثير من الناس لذلك وصلى عليها ودفنت في البقيع.
فكانت هذه نهاية زوجة من أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنات.