أمازيغي أنا ...
أمازيغي أنا ...
بقلم: صلاح نكاب (ليبيا)
أمازيغي أنا...
فقيـّد عندك ...
أو قيـّدني ...
فلن تعنيني سجلاتك ...
لا تهمني بطاقاتك ..
فاكتب ما تشاء ...
فأنا أمازيغي ....
فقيـّد عندك ...
في سجلات قيد المواليد ..
كبّلني بخربشات من إمضاء أصحاب الفخامة ...
أصحاب السعادة ...
أصحاب القيد ...
فأنا أمازيغي ....
فقيـّد عندك ...
سَجِّل ......
أطفالي أربعة و رقم جواز سفري مليء بالأصفار ....
فهل همك أن تعلم ...
أن المقبرة قد احتوت طفلي الرابع؟ ...
هل همك أن تعلم ...
أن سجلات قيدك أسقطت اسم ابني الأول؟ ...
وهل ستغضب ...
عندما أعلمك بأن ليس لي من الزوجات أربع؟ ....
فأنا أمازيغي ....
فقيـّد عندك ...
رقم هاتفي سقط سهوا من بين أناملي ....
و بريدي مليء بأفعال غيري ....
فأنا من قرية نائية ....
لا بوابات تحتويها ...
ولا شرطي داست أقدامه ثراها ....
لم تطأ مغارة جدي أقدام غير حافية ....
فلطالما كان حذائي من حصى ...
لطالما كانت أقدامي من تراب ...
فانا أمازيغي ....
فقيـّد عندك ...
أنا ألم قادم من بعيد .....
أنا نزق يلتهم تلافيف المخ ....
أنا ذاك الصداع الرهيب ....
أنا حبة الأسبرين ترمي دوائر الحيرة نحو الانقراض ...
كالصخر التهم الجبل ...
كالنهر امتهن النقش والحفر ....
كالقلم أستعين بالحبر لأستقر على الورق ....
فأنا أمازيغي ....
فقيـّد عندك ...
أو قيـّدني ...
بجذور التاريخ ....
بحبال الصمت ....
أو بأوتار الصوت ......
فلا تستعجل برسم وجهي على بطاقتي الشخصية ....
فأنا لي كل يوم لون ...
وكل ذات لي تحمل لبقية ذواتي قليلا من عبق ...
فأنا زيتونة ....
أنا رمانة ....
أنا نخلة فوق رابية ....
أنا رجل يصلي...
أنا امرأة تركع ...
أنا طفل يغني ولا يسمع ....
فقيـّد عنك ...
أو قيـّدني ....
أمازيغي أنا ....
فكل ما تكتبه لن ينفع ....
فأوقف طابور مدارسك عند حدود فِناء بيتي ...
و قيـّد عندك ....
شارعي بدون عنوان فهات اسما من عندك ...
وذاك الجبل دون اسم ...
فما رأيك في لقب من عندك ...
ما رأيك في اضطهاد ذاك اللسان؟ ...
لماذا لا نستمر في بعثرة ذاك المكان؟ ...
فأنا أمازيغي ...
فهل ستغضب؟
فقيـّد عندك ...
أو قيـّدني ....
فالشمس من لوني ....
فذيل صفحة سجلك الرابعة ....
بقليل من صفاتي ....
فأنا لا أكذب...
أنا لا أنافق...
أنا لا أسرق....
فهلا سألت نفسك ....
أي قيد هذا الذي يقيدني؟ ....
أي كتاب عن اسمي سيغلق؟ ....
فأنا أمازيغي ....
فقيّدني ..
أو قيّـد عندك ....
فلن يكفيك مني ...
سوى غبائك المطبق ....