آثار الداعية بعد الموت
عفوا
ليس هذا هو العنوان
بل هو آثار العضو في هذا المنتدى بعد موته
فأقول
أخي العضو ..
هب أنك متَّ الآن!
أخبرني ما آثارك بعد الموت؟
ما الأعمال المباركة التي ستنسب إليك بعد موتك؟
ما لمساتك على هذا الملتقى وعلى الحياة بصفة أعمّ؟
ما بصماتك؟
أخي الداعية..
هب أنك الآن في عداد الموتى
ما الكلمات التي سيطلقها أعضاء الملتقى و الناس بصفة أعمّ عنك؟
كم مسلماً علّمت؟
كم مسلماً إلى طريق الخير هديت؟
كم كلمة طيبة غرست؟
كم علماً نشرت؟
كم حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم بلّغت؟
أخي الداعية " العضو"..
ما المشروع الذي تريد أن يخلّد في صحيفة عملك بعد وفاتك؟
أخي
كن ذلك المبارك في حله وترحاله، كالغيث أينما وقع نفع:
قلب عامر وعقل مثابر.
تقي خفي، نقي أبي.
نفعه متعد، وخيره عام
أخي .. كن داعية ..
دؤوبَ الخطو، بدهي التصرف، إذا اعترضته العوائق نظر إليها شزراً، وقال:
أقبلي يا صعاب، أو لا تكوني
أخي كن داعية..
محمدي الخلق، صِدّيقيّ الإيمان، عُمَريّ الشكيمة، عثمانيّ الحياء، علويّ الصلابة، فضيلي العبرة.
أخي الداعية ..
أخي المسلم ..
مات قوم وما ماتت مكارمهم ** وعاش قوم وهم في الناس أموات
نحسب أمنا عبير الجنة رحمها الله من الذين ما ماتت مكارمهم.
يقول جل وعلا:
{ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الآخرين } [ الشعراء : 83-84 ] .
يقول الطبري في تفسيرها:
وقوله:
وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ يقول:
واجعل لي في الناس ذكراً جميلاً، وثناء حسناً، باقياً فيمن يجيء من القرون بعدي.
ذكر من قال ذلك:
روى أشهب عن مالك قال: قال الله عز وجل:
{ واجعل لي لسان صدق في الآخرين } [ الشعراء : 84 ]
لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحاً ويرى في عمل الصالحين، إذا قصد به وجه الله تعالى؛
وقد قال الله تعالى : { وألقيت عليك محبة مني } [ طه : 39] وقال : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } [ مريم 96 ]
أي حباً في قلوب عباده وثناء حسناً، فنبّه تعالى بقوله:
{ واجعل لي لسان صدق في الآخرين } [ الشعراء : 84 ]
على استحباب اكتساب ما يورث الذكر الجميل.
الليث بن سليمان: إذ هي الحياة الثانية.
قيل:
قد مات قومٌ وهُمْ في النّاس أحْيَاءُ
وقيل: والذكر للإنسان عمرٌ ثان
قال ابن العربي:
قال المحققون من شيوخ الزهد:
في هذا دليل على الترغيب في العمل الصالح الذي يكسب الثناء الحسن،
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ) الحديث .
وفي رواية أنه كذلك في الغرس والزرع وكذلك فيمن مات مرابطاً يكتب له عمله إلى يوم القيامة.
وقال القرطبي في قوله تعالى : { إنا نحن نحيي الموتى" ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } [ يس :12].
قوله تعالى : { إنا نحن نحيي الموتى } [ يس :12] أخبرنا تعالى بإحيائه الموتى ردًّا على الكفرة.
وقال الضحاك والحسن:
أي نحييهم بالإيمان بعد الجهل.
والأوّل أظهر؛ أي نحييهم بالبعث للجزاء.
ثم توعدهم بذكره كَتْب الآثار وهي: إحصاء كل شيء وكل ما يصنعه الإنسان. قال قتادة: معناه مِن عملٍ. وقاله مجاهد وابن زيد. ونظيره قوله : { علمت نفس ما قدمت وأخرت } [ الانفطار : 5 ].
وقوله : { يُنَبَّأُ الإنسان يومئذ بما قدم وأخّر } [ القيامة : 136 ]، وقال: { اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } [ الحشر: 18] .
فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعد الإنسان من خير أو شر يجازى عليها:
من أثر حسن؛
كعلم علَّموه،
أو كتاب صنَّفوه،
أو حبيس احتبسوه،
أو بناء بنوه من مسجد
أو رِباط أو قنطرة
أو نحو ذلك.
أو
سَيِّئ كوظيفة وظفها بعض الظلاّم على المسلمين،
وسكة أحدثها فيها تخسيرهم،
أو شيء أحدثه فيه صدّ عن ذكر الله من ألحان ومَلاِهٍ.....
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعدما يموت،
وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته:
من عَلّم علماً،
أو أجرى نهراً،
أو حفر بئراً،
أو غرس نخلاً،
أو بنى مسجداً،
أو ورّث مصحفاً،
أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )
حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .
وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت:
من مات مرابطاً في سبيل الله،
ومن علّم علماً أجري له عمله ما عمل به،
ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت،
ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له )
[ صحيح الجامع ] .
أخي الداعية ..عضو شباب الهدى
خذ لك زادين من سيرةٍ *** ومن عملٍ صالح يدّخر
وكن في الطريق عفيف الخطا *** شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إن أتوا بعده *** يقولون مرّ وهذا الأثر
أخي الداعية
فاعلم أن ما قدمته لنفسك في دنياك
أنه هو ما يبقى أثرا دالا عليك بعد وفاتك،
فاجعل أثرك طيبا
ولنجعل كلنا أمنا عبير الجنة مثلا لنا
مثل المرأة الصالحة الخيّرة
الكريمة بما قدمت
من جهد ووقت ومال
من أجل أن تفيد إخوانها
والله كل ما أسهمت به من علم في ملتقانا نَفَعَ
انتفع به السابق و اللاحق....وأنا الضعيف ممن لحقت بما خطت يداها في ملتقانا بعد وفاتها.
وهي الآن تنتفع بما قدمت بإذن الله
أخي الداعية
استشعر نعمة المشاركة
فأحسن مشاركتك
فإنك تقدم عملا لله عزوجل،
فلا تكتب في الدنيا غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
رحم الله أمنا عبير الجنة
ورحم جميع معلمينا و أساتذتنا و مشائخنا
هذا وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
22:46