السلام عليكم
أنا لست ضد الحضارة في شيء . بل بالعكس فإني أصنف نفسي من بين المفتخرين بها . لكني و أنا أتجول في عالم الأنترنيت أثار انتباهي مقالا لأستاذ في علم الإجتماع يؤكد فيه أن ضريبة يدفعها المجتمع الحضري مقابل حضارته تلك فدفعني فضولي لتفحصه لأجد نفسي تميل إلى تصديق محتوى ذاك المقال بعد مقارنة من طرفي لتركيبة الأسر القروية و الأسر الحضرية
تلك الضريبة التي تكمن في تفشي ظاهرة العنف الأسري و بالتالي تفككها . فمن بين ضرائب التنمية والتحضر ظهور مشاكل اجتماعية لم تكن موجودة في المجتمعات التقليدية . . ويعتقد استاذ علم الإجتماع أن تعاون أفراد الأسرة '' البالغين'' في أمور الإعالة، يخفف من عوامل الضغط النفسي والإحباط،الذي يعد من بين المنابع الأولية لمشكلة العنف الأسري و التفكير في الانحراف أو الانتحار . في حين نراها ( التعاون في أمور الإعالة ) قد قلت إن لم نقل اختفت في عالمنا الحضري اليوم
ناهيك عن تلك الحياة المزدحمة في المدينة تحت ضغط التنافس على فرص العمل القليلة مقابل ارتفاع نسبة الاستهلاك في ظل ضعف الموارد و انخفاض الأجور و تراكم الديون الشيء الذي ينتج أفرادا عاجزين عن تلبية كل متطلباتهم التي تجبرهم عليها حياة الحضارة تلك . ليوضع المرء في وضعية الإحباط النفسي و يصبح آنداك يرى مصلحته أولا مضطر لنهج أي السبل المشروعة أو الغير المشروعة ليخرج من ورطة التراكمات و بالتالي يتولد مجتمع متفكك
هذا ملخص استنتاجات متراكمة لأثر التحضر على الأمة ناهيك عن استنتاجات أخرى كارتفاع نسبة الإجرام و تعاطي المخدرات و . . .و .. .
ما رأيكم اخواني في ما يقال عن سلبيات الحضارة و ماهية الآليات التي تلزمنا لاستغلال الحضارة و الاستمتاع بإيجابياتها دون التضرر بسلبياتها
أنتظر تفاعلكم لمناقشة نقطة مهمة تخص تركيبة الأمة الأساسية ألا و هي الالتحام الأسري و كيفية الحفاظ عليه في ظل الحضارة التي بسببها ترقى الأمم