سأل أحد النقاد مخرجا سينيمائيا كبيرا عن سبب لجوئه الى توظيف لقطات تفتقر الى الحياء في
فيلمه ولا تحترم الذوق العام فأجابه ببساطة: الجمهور عاوز كده.
ولو سألنا مسؤولي الفضائيات اللتي انتشرت كالفطريات نفس السؤال لأجابوا بنفس الجواب.
و لو سألنا مغنيا حتى لا أقول مطربا لرد دون تردد : أنا أنزل عند رغبات جمهوري. فيغني كلمات هابطة
تنأى عن سماعها الأنفس العفيفة.
وأخشى أن يصل الأمر يوما الى المنتديات ان لم يكن وصل فعلا فنرى المواضيع التافهة تحتل
الصدارة بدل المفيد والهادف منها.
ان رغبة الجمهور هنا ليست الا مرادفا للأموال الطائلة و النجاح التجاري اللذي يمر
قبل أي نجاح أخر.
ثم التساؤل اللذي يطرح نفسه بالحاح هو : أليس دور المبدع في أي مكان وأي ميدان
هو الرقي بالذوق العام وليس العكس؟
قد يجيبك مخرج ان واجهته بمثل هذا : شريطي الفلاني كان جادا ومر مرور الكرام
ولم يكتب له النجاح و لكن هل النجاح هو بعدد الدولارات اللتي حققها أم بالرسالة اللتي
أداها ؟
و نفس الشيئ قد يقال لصاحب موضوع هادف في منتدى : المهم أن يحمل رسالة واحذر
أن يؤدي بك الاحباط الى تناول التافه منها.
وسؤالي هو : هل يجب أن ينزل المبدع عند رغبة الجمهور أم أنه يؤدي رسالته
الحضارية ومحاولة رفع مستوى هذا الجمهور؟