تعتريني ،في بعض اللحظات ،موجة من التفكير في حال الأستاذ الذي انقطع مع عالم المعرفة منذ أن أوكلت إليه مهمة التدريس . فأخلص إلى الاستنتاج الآتي :
إن الأستاذ يصاب بالركود بسبب الزهو والعجرفة ،فيظن أنه قد ملأحقينة سده المعرفي مائة بالمائة ،وأي عودة للبحث والدرس ستكون بالنسبة إليه من قبيل الترف الفكري أو مضيعة للوقت ،فهو مازال في ريعان شبابه ،وعليه التفكير في الاستقرار النفسي والمادي أولا وقبل كل شيء .وهكذا يصبح الجانب المعرفي بالنسبة إليه ثانويا وليست له أية قيمة ما دام أنه يستطيع تقديم الدروس دون أدنى مشكل .فتمر الأيام تلو الأيام، والسنون تلو السنين ،إلى ان يجف مخزونه وتكسد بضاعته المعرفية ،فيصبح عاجزا على كتابة طلب خطي في موضوع ما .
العصر الذي نحيا فيه هو عصر اقتصاد المعرفة ، وبقدر ما تمتلكه من معارف ،تعلو قيمتك بين الناس .والأمم التي تراهن على العلم ، تنتصر على أعدائها ،وإن لم تدر بينها وبينهم حرب ضروس. توقيع: محمد السبيطري.