ما الفلسفة

موضوع: ما الفلسفة الجمعة يوليو 10, 2009 6:00 am

ما الفلسفة ؟

2 – الموقف الفلسفي:

ج – حضور الفلسفة

النّص/السّند: مهمّة الفلسفة.هيغل.
( انظر النص )

التّخلّص:

§ استحضار مكاسب النّص السّابق:

- أثبت كانط،
أنّه لا يمكن أن نتحدّث عن تفلسف يطمح إلى إرساء معرفة علميّة، دون أن
نتحدّث، في نفس الوقت، عن النّقد كميزة أساسيّة من ميزات هذا التّفلسف.
- و
النّقد، عند كانط، ليس نقدا للمعارف و للواقع، بقدر ما هو فحص للشّروط
الذّاتيّة للمعرفة. و بذلك يكون هذا النّقد تعبيرا عن ارتداد الفكر من
موضوعات العالم الخارجي إلى باطنيّة الذّات.

§ الرّبط:

ينتج عن ذلك أن تفقد الفلسفة رباطها الذّي يجمعها بالواقع و بالتّاريخ و تصبح انقطاعا فعليّا عن التّاريخ و عن العصر.

و لكن هل بإمكان الفلسفة الحقيقيّة أن تتغافل عن الواقع و أن تتجاهل التّاريخ ؟

الأطروحة: انّ الفلسفة اكتفاء بفهم واقع معقول.

الأطروحة المستبعدة: انّ الفلسفة تفطّن إلى لا معقوليّة الواقع و تردّيه و سعي إلى تجاوزه بفضل تصوّر ما ينبغي أن يكون ( موقف الفلسفة الأفلاطونيّة ).

الإشكالية: هل يكمن دور الفلسفة في اتّهام الواقع باللاّمعقوليّة و استشراف عالم أفضل، أم في الاكتفاء بفهم نزوعه الذّاتي نحو تحقيق مملكة الذّات ؟

تفكيك العناصر:

1. تماهي العقل و الواقع عند هيغل.

2. مهمّة الفلسفة.

التّحليل:

1- تماهي العقل و الواقع:

العقل الواقع

( عند الفلاسفة السّابقين لهيغل ) تشير هذه الكلمة إلى ما يوجد بصفة فعليّة.
ملكة التّفكير المنطقي. تعبّر عن جملة الأشياء الموجودة. ( الوجود
ملكة ذهنيّة تمكّن من الحكم العالم، الحياة ).
على الأشياء و من التّمييز
بين الخطأ و الصّواب و بين
الخير و الشّر.

هدف كلّ عمليّة معرفة هي أن تحقّق
التّطابق بين العقل من جهة و الوجود أو الواقع من جهة أخرى. المسيرة نحو
المعرفة، إذن، تفترض هذه القطيعة بين ما يهمّ العقل و بين ما يهمّ الواقع.

التّوافق بين العقلي و الواقعي لا يكون الاّ في مجال المعرفة.

§ التّمييز الفلسفي القديم بين العقل و الواقع لم بعد ممكنا مع الفلسفة الهيغليّة.

- يسلّم هيغل بتماهي العقل و الوجود. و هذا التّماهي لا يحصل في مجال المعرفة فحسب، بل هو بالأساس تماه و وحدة أنطولوجيّة.

يقول هيغل، في هذا النّص: " انّ ما هو كائن ليس الاّ العقل نفسه "، و في موضع آخر " انّ ما هو معقول واقعي و ما هو واقعي معقول ".

و يعني ذلك أنّ " العقل " عند هيغل، لا يشير إلى مجرّد ملكة ذهنيّة للإنسان، بها يحصّل معرفة. فالعقل، حسب هيغل، ليس جزئيّا بل هو الكلّ، المطلق، الرّوح، اللّه، الوجود.

لا يجب أن نخلط بين ملكة التّفكير عند الإنسان و بين العقل هيغليّا، الذّي يتّسم بكونه فعليّا و واقعيّا ( هو الوجود ).

- و تجدر الإشارة، هنا، إلى أنّ هذا التّماهي بين العقل و الوجود يسبق عمليّة المعرفة ذاتها.

في المعرفة يقوم العقل ( ملكة الإنسان ) بادراك العقل ( الواقع ).

عند هيغل العقل يعقل العقل في كلّ عمليّة معرفة.
أو يعقل ذاته

العقل ذات و موضوع في نفس الوقت، للمعرفة الفلسفيّة.

2- مهمّة الفلسفة:

إذا كان هدف الفلسفة، منذ ظهورها مع سقراط و أفلاطون،
هو التّعبير عن حقيقة الوجود و الواقع، و إذا كان لا فرق بين الوجود و
العقل ( هيغليّا )، فانّ الفلسفة، في الأخير، لا تقوم الاّ بالتّعبير عن
العقل المتحقّق في الوجود و في التّاريخ.

- فبواسطة الفلسفة يتمكّن العقل من إدراك ذاته بواسطة المفهوم. الفلسفة تعبير فكري عن العصر و التّاريخ ( أثبت هيغل هذه الفكرة بواسطة حجّة بالمماثلة بين وضعيّة الفرد في العصر و بين العلاقة التّي تقيمها الفلسفة مع التّاريخ ).
- يصبح
جليّا، إذن، أنّ التّفلسف لا يمثّل عند هيغل نقطة التّلاقي و التّقاطع بين
العقل و الوجود فحسب، ( لأنّ هذا التّقاطع يسبق عمليّة المعرفة ذاتها )، و
انّما أيضا نقطة التقاء العقل بذاته و عودة الرّوح إلى التّوحّد مع ذاته
بواسطة المفهوم الفلسفي.
- يترتّب عن هذه الوحدة الوثيقة بين الفلسفة و العصر أو التّاريخ أن تصبح الفلسفة عاجزة عن تخطّي زمانها و استباق واقعها التّاريخي.

و لا يكون هذا الاستباق الاّ بواسطة تصوّر مثل عليا تحكم على الواقع سلبيّا و ترسم واقعا خياليّا جديدا يتجاوز تناقضات الوجود التّاريخي.

ينتهي هيغل إلى الإقرار، في هذا النّص، بأنّ الفلسفة
إذا اهتمّت بما ينبغي أن يكون عوض التّعبير عن ما هو كائن، تنتهي إلى بناء
عوالم خياليّة و غير متماسكة تعكس ظنونا بدل الحقيقة.
" تعليم ما ينبغي أن يكون عليه العالم " هو ادّعاء .

الحجّة على هذا الحكم:

- الفلسفة تأتي متأخرة جدّا. لا تأتي الاّ بعد أن يستوفي الواقع مسار تكوّنه و يأتي على نهايته. فالفلسفة هي " فكرة العالم ".

هناك توازي، إذن، بين المعرفة المفهوميّة للفلسفة و مسار التّاريخ.

المثل الأعلى لا تحدّده الفلسفة لتتجاوز به ما هو كائن. يرسمه
الواقع لذاته ( الواقع يتجاوز ذاته حتّى يحقّق تاريخيّا المملكة العقليّة
التّي هي مملكة تحقّق الحرّية في التّاريخ ). و لا يكون ذلك الاّ حين يعي
الواقع ( العقل ) جوهره أي إمكاناته و غاياته الضّروريّة.

الفلسفة تعبير عن استكمال مسيرة الحياة و الواقع.

مهمّة الفلسفة لا تكمن في تجاوز الواقع، و انّما في فهمه فحسب، و في رسمه بكلّ دقّة.

مكاسب النّص:

- الإقرار
بتماهي العقل و الواقع أو العقل و التّاريخ ( واقعيّة العقل و تاريخيّته
من جهة، و معقوليّة الواقع و التّاريخ من جهة ثانية ).
- التّجاوز خاصّية من خاصّيات الواقع ( الواقع يتجاوز ذاته باستمرار ).
- الفلسفة لا تتجاوز الواقع بقدر ما تقوم بالتّعبير و بفهم تجاوز الواقع و الوجود لذاته.

موضوع: رد: ما الفلسفة السبت يوليو 11, 2009 1:52 pm

merci bien
[]
ما الفلسفة F